Tuesday, April 15, 2008

Mukasurat 12 Tahzibu Syarh as-Sannusiyah Umm Barahin

وكان حليما كثير الصبر ربما يسمع ما يكره فيتعامى عنه ولا يؤثر فيه، بل يبتسم، وهذا شأنه في كل ما يغضبه، ولا يلقي له بالاً بوجهٍ، ولا يحقد على أحد، ولا يعبس في وجه أحد. يفاتح من تكلم في عرضه بكلام طيب وإعظام حتى يعتقد أنه صديقه.
قال الملالي تلميذه: سمعته يقول: "ينبغي للإنسان أن يمشي برفق وينظر أمامه لئلا يقتل دابة في الأرض". وإذا رأى من يضرب دابة ضربا عنيفا تغير وقال لضاربها: "ارفق يا مبارك". وينهى المؤدبين عن ضرب الصبيان.
قال الملالي: وسمعته يقول: "لله تعالى مائة رحمة لا مطمع فيها إلا لمن اتسم برحمة جميع الخلق وأشفق عليهم".
وفاته: ولما أحس بمرض موته انقطع عن المسجد ولازم فراشه، حتى مات، ومرض عشرة أيام ولما احتضر لقنه ابن أخيه مرة بعد مرة، فالتفت إليه وقال له:"وهل ثم غيرها".
وقالت له بنته:"تمشي وتتركني!". فقال لها:"الجنة مجمعنا عن قرب إن شاء الله تعالى". وكان يقول عند موته:"نسأله سبحانه أن يجعلنا وأحبتنا عند الموت ناطقين بالشهادة عالمين بها". وتوفي يوم الأحد ثامن عشر جمادى الأخيرة عام خمس وتسعين وثمانمائة. وشم الناس المسك بنفس موته رحمه الله.
قال تلميذه الملالي:"وأخبرني قبل موته بنحو عامين أن سنه خمس وخمسون سنة". قال التنبكتي في "نيل الابتهاج": ورأيت مقيدا عن بعض العلماء أنه سأل الملالي المذكور عن سن الشيخ ،فقال له:مات عن ثلاث وستين سنة والله أعلم.
كتبه ومؤلفاته: وأما تآليفه، فقال الملالي:
منها شرحه الكبير على الحوفية المسمى المقرب المستوفى، كبير الجرم كثير العلم، ألفه وهو ابن تسعة عشر عاما، ولما وقف عليه شيخه الحسن أبركان، تعجب منه وأمره بإخفائه حتى يكمل سنه أربعين سنة، لئلا يصاب بالعين، ويقول له :لا نظير له فيما أعلم، ودعا لمؤلفه.
وعقيدته الكبرى سماها عقيدة أهل التوحيد في كراريس من القالب الرباعي أول ما صنفه في الفنِّ، ثم شرحها، ثم الوسطى وشرحها في ثلاثة عشر كراسا. قلت: وهذه العقيدة عليها شرح جيد للشيخ عليش، وعلى شرح السنوسي لها حاشية جليلة القدر للشيخ يس.
ثم الصغرى( ) وشرحها في ست كراريس وهي من أجل العقائد، لا تعادلها عقيدة، كما أشار إليه هو في شرحه عليها، قال الشيخ:"لا نظير لها فيما علمت تكفي من اقتصر عليها عن سائر العقائد". أقول: الحق ما قاله، فإن كل من قرأ هذا المتن انتفع بما فيه، واهتدى إلى الحق الصريح، في أقل زمان.
وعقيدته المختصرة أصغر من الصغرى وشرحها في أربع كراريس، وفيه فوائد ونكت. والمقدمات المبينة لعقيدته الصغرى، قريبة منها جرما وشرحها في خمس كراريس. وشرح الأسماء الحسنى في كراسين، يفسر الاسم، ويذكر حظ العبد منه. وشرح التسبيح دبر الصلاوات، تكلم على حكمته

______________
(1)وهذه الصغرى هي المسماة بأم البراهين، وهي التي نقدم تهذيبا لأحد شروحها الكثيرة. وعلى شرح الإمام السنوسي لأم البراهين حاشية مفيدة جدا للعلامة الدسوقي فيها فوائد قيمة في علم التوحيد، وهي مطبوعة.

No comments: